الأدب الإسلامي

 

 

ينابيع القوة

(3)

 

بقلم : أديب العربية الكبير معالي  الدكتور عبد العزيز عبد اللّه الخويطر

الرياض ، المملكة العربية السعودية

 

 

 

 

وقد يبدو لشخص مدخل ضعف على آخر، يفرح به لينال منه، فيفاجأ أن وراء مظهر الضعف هذا قوة، لا يمكنه إلا أن يسلم لها، بعد أن يتبين له كنهها. ويتمثل هذا في موقف حدث لمعن بن زائدة مع المنصور،ولقد ظن المنصور أنه قد صاد مَعْنًا في زلة كبرى، واستعد لبهجة النصر، فخاب أمله، إذ جاءه الرد من معنٍ، مختلفًا عما توقعه؛ وهو وإن كان مخيبًا في جانب، فهو مبهج للمنصور من جانب آخر، وخرج معن قويًا عملاقًا من المأزق الذي ظن المنصور أنه قد وقع فيه، والموقف كما يلي:

     «دخل معن بن زائدة على المنصور، فقال له:

     هيه يا معن! تعطي مروان بن أبي حفصة مئة ألف على قوله:

معن بن زائدة الذي زيدت به

شرفًا إلى شـــرف بنو شيبان

     قال: كلا، إنماأعطيته على قوله:

ما زلتَ يوم الهاشمية معلماً

بالسيف دون خليفة الرحمان

فمنعت حوزته وكنت وقاءه

من وقـــع كل مهند وسنان

     قال: أحسنت يا معن»(1).

     وتغلب امرأة رجلاً عظيمًا، جاءها من موقع قوة، بما هو أقوى، فمنطلقه، رغم قوة مركزه كان هشّاً؛ لأنه طلب شططاً، والقصة كما يأتي:

     «سأل المتوكل امرأته ريطة بنت العباس أن تطم (أي تجز) شعرها، فتتشبه بالمماليك، فأبت. فخيرها بين ذلك وبين الفراق، فاختارت الفراق، فطلقها. كان طم الشعر عندها أكبر الطامتين»(2).

     والمتوكل خليفة، قوته فوق كل قوة في زمنه، تعوّد أن يأمر فيطاع، وأن يطلب فيجاب طلبه، قبل أن تتكامل الكلمات من فمه، وجاء في ذهنه رغبة شاذة، فأراد زوجته على أمر لا تحتمله، والمرأة ترى في شعرها منبعًا للجمال ثرًّا، وعلامة للحسن مضيئة، وإذا كانت عند زوجها بهذه المنزلة المتدنية بحيث يكون طلاقها متعلقًا بشهوة جامحة مثل قص الشعر، حتى تشبه المماليك، فشعرها عندها أغلى من الخليفة، الذي أرخص حياتهما الزوجية إلى هذا الحد المتدني.

     إن الطلاق على المرأة العاقل ليس سهلاً، ففيه من المساوئ ما جعله أبغض الحلال عند الله؛ لأن فيه ضياع الأولاد، ونظرة نقص من المجتمع، وفقد أليف يقف أمام عواصف الزمان، ونكبات الحدثان، وفي كل حسنة من حسنات الزواج يقابلها سيئة من سيئات الطلاق، وكل هذا لم يغب عن ذهن «ريطة»، بل كان مستجمعًا في ذهنها، ولكنها وضعته في كفة، ووضعت الطلب المهين الذي أريد منها، وإنزالها، وهي العباسة الأصيلة، إلى مرتبة المماليك، في مظهر اختص بهم، وصار علامة لهم، في الكفة الأخرى، فزادت على هذه الكفة ما أرجحها، وهو أنها إذا كانت في هذه الدرجة في عين زوجها، فالطلاق آت آت، إن لم يكن بهذا الطلب، فبنزوة أخرى، من نزوات النزق والحمق؛ فلما وزنت الأمر وجدت أن في يدها قوة لا تعادلها قوة، قوة الكرامة، فاختارت الطلاق.

     وبهذا غلبت قوة ريطة قوة الخليفة، وغلبت امرأة عاقل خليفة جاهلاً، وسجل لها الزمن هذا الموقف القوي الشريف.

     والخلق الكريم قوة عند صاحبه، والصبر والتحمل وسعة الصدر، والعفو عند المقدرة كلها مظاهر قوة، لايستطيعها إلاّ رجل غلب نفسه بقوة إرادة خارقة. والنفس هي العدو الأول لصاحبها، وإن لم يخزمها بخزام قوي، أوردته المهالك، وجعلته خدين الندم، ومديم الأسف والحزن.

     والمأمون عرف عنه أنه قد سيطر على نفسه، فجعل العفو ديدنه، وكان يدرب نفسه عليه، ويأخذها به دائمًا حتى لا تصدأ هذه الصفة في نفسه، وكان يغلي مرجل من حوله على مغالاته في العفو، وأظهر عمل بدا منه في العفو عفوه عن عمه إبراهيم، الذي نازعه الخلافة، وبويع له بها وقتًا قصيرًا، فلما ظفر المأمون به عفا عنه، وأكرمه، وروي عن المأمون قوله:

     «لو عرف الناس رأيي في العفو لما تقرّبوا إليّ إلا بالجنايات»(3).

     وللعفو عند المأمون سوق رائجة، لا يسمح أن يتسرب إليها الكساد، ويريدها مزدهرة دائماً، وقد لاحظ عمـه إبراهيم هذا، فقيل عنه أنه لما عفا عنه المأمون لصلة الرحم، أسرّ إبراهيم إلى أحد الناس بالقول الآتي:

     «والله ما عفـا عني المأمــون تقــرّباً إلى الله، وصلة الرحم، ولكن لــه سوق في العفو، فكره أن تكسد بقتلي»(4).

     والخليفة الموفق، إذا تولى الخلافة، تمده بقوة فوق ما عنده من قوة، والعفو قوة نبيلة تضيء نفس صاحبها، فيأتي منها من الخير ما يعم من حوله، ممن لاذ به من رعيته، من أصحاب الحاجات، وأصحاب المظالم، وعبد الملك بن مروان، وهو فقيه قبل أن يكون خليفة، له موقف يؤكد هذه الصفة الشريفة فيه، وأن العفو إلى ذهنه أقرب من الانتقام، والقصة كالآتي:

     «وقع بين عبد الملك بن مروان وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد منازعة، فغلبه عبد الرحمن، فقيل له اشكه إلى عمك، ينتقم لك منه.

     فقال: مثلي لا يشكو، ولا أعد انتقام غيري لي انتقاماً.

     فلما استخلف قيل له في ذلك فقال:

     حقد السلطان عجز»(5).

     صدق عبد الملك، فليس رئيس القوم من يحمل الحقدَ، ونبتة الخير في صدر عبد الملك مزروعة من قبل، وهي التي أوحت إليه بالرد الأول، وعدم موافقته على شكوى عبد الرحمن إلى عمه.

     ولمعاوية بن أبي سفيان موقف مماثل، ولا عجب أن يتصف معاوية بالعفو، فملكه قام عليه؛ وبتوفيق الله ثم بالعفو استطاعت سحابته أن تلبد كثيرًا من الغبار الذي ثار في وجهه عندما تولى الخلافة، ولعل المأمون اقتدى به في العفو، ليكون في الدولة العباسية رجل يهوى العفو مثلما كان للدولة الأموية معاوية، وهو من عرف بالحلم والعفو. وقصة معاوية مع وائل بن حجر، كما يرويها صاحب البصائر، هي كما يلي:

     «أتى وائل بن حجر النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأقطعه أرضاً، وقال لمعاوية:

     اعرض عليه هذه الأرض، واكتبها له.

     وكان معاوية كاتب النبي صلى الله عليه وسلم.

     فخرج مع وائل في هاجرة شاوية، ومشى في ظل ناقة وائل، فقال له:

     اردفني على عجز راحلتك.

     فقال له: لست من أرداف الملوك.

     قال: فأعطني نعليك.

     فقال: ما بُخل يمنعني يابن أبي سفيان، ولكن أكره أن يبلغ أقيال اليمن أنك لبست نعلي، ولكن امش في ظل الراحلة، فحسبك بها شرفاً.

     ثم إنه لحق زمان  معاوية، ودخل عليه، فأجلسه معه على سريره، وتحدث بهذا الحديث»(6).

     إن تقريب معاوية لوائل بن حجر، رغم ما حدث، وإجلاسه له على سريره، شكر لله على أن رفعه إلى منزلة يأتي مثل هذا الشريف، يلتمس منه الشرف، فيضفي منه عليه، ما بخل وائل وأنف، قبل سنوات، عن أن يعطي قليلاً منه لمعاوية، سبحان من يضع ويرفع.

     إن معاوية تصرف من مصدر قوة عظيمة، أوردها إلى من لم يكن عنده منها شيء، هذا عملاق في تصرفه، وهذا قزم في معاملته لمعاوية.

     والحياة مليئة بأمثال هذه القصة، التي تري كيف يجور الزمان كما يقولون على أناس فيرفع عليهم من كانوا يضعون؛ ففي زمننا هذا قبل ما يقرب من خمسين عامًا،كان هناك عائلة غنية، وكان لها أولاد يذهبون إلى المدرسة، فالتمسوا لهم خادمًا يحمل عنهم حقائبهم، ويسير خلفهم، ويدخل معهم الفصل الدراسي الذي التحقوا به، ولم يأخذ الأسياد الأمر مأخذ الجد، فعزفوا تدريجيًا عن الدراسة، وأخفقوا مرة إثر مرة، والصبي ينجح، ويتفوق، فانقطع الأسياد عن الدراسة واستمر الصبي يدرس، وتبنته الحكومة، ونجح ونجح، واختير للبعثة، وسافر وعاد ناجحاً، وأخذ مكانة في صف الرواد من الموظفين في الدولة الفتية، ووصل إلى درجة عليا، ومن بقي من أسياده السابقين سعد أن يكون فراشاً في تلك المدرسة التي دخلوها في عهد الصبا. لقد جار الزمان على العائلة، بسبب ظروف طارئة، لم يُحسب حسابها، ولم يُقدر حدوثها، فذهبت تحت أقدامها ثروتهم، وأخذ الموت نصيبه من متقدمي السن بينهم فأصبحوا بين عشية وضحاها فقراء، ذهب المال، وذهبت الأملاك، وتبخر الجاه، ولا علم ولا ثقافة ولا شهادة، فلا عمل إلا أن يكون أحدهم خادماً أو حارساً أو سائقًا، وقد كان.

     وعندما تأتي الفكرة صائبة، وتؤدي الغرض الذي دارت حوله كاملة، وتأتي النتيجة كما أريد لها، فمنبعها قوي، وما يأتي من المنبع القوي يكون في الغالب قويًّا، وهذا ما حدث لملك عرف عنه حسن التدبير، وصواب الرأي، وقد عالج أمرًا بما ارتأى أنه هو الدواء الناجع، والقصة كما يلي:

     «غضب الإِسكندر على شاعر فأقصاه، وفرق ماله في الشعراء، فقيل له في ذلك.

     فقال: أما إقصائي له فلجرمه، وأما تفريقي ماله في أصحابه، فلئلا يشفعوا فيه»(7).

     لقد اتخذ الإسكندر ما اتخذه من منطلق قوة التفكير؛ وسداد الفكر من صحة العقل، ثم جاء تعليل الإِسكندر لعمله شمعة مضيئة لمنقد تظلم ذهنه الحيره، فيأخذه التعجب، وإعطاء السبب قوة تضاف إلى ما يرجح كفة صاحب الأمر المتخذ.

     وللمرأة حق في أن نبرز ما دُوِّن عنها في مواطن القوة، خاصة إذا كان فيها رجحان على الرجل، وقليل من النساء كتبن في التراث؛ لأن التدوين غلب عليه الرجال، ومن حَظّ المرأة أنها وعاء الحب، ومسقط الغرام، فاضطر الرجال أن يدونوا عنها في هذا ما أخذ حيّزًا كبيرًا في كتب التراث، فجاءت أخبارها خلسة من بين شق سن القلم. ومن بين الأخبار التي لا تختص بالغرام، ولا بنار العشق، خبر يضيء فيه العقل ورزانته، والهبة التي أعطاها الله سبحانه وتعالى لصاحبة القصة التي نروي مجراها هنا كالآتي:

     «حَكَى صاحب (واجب الآداب) قال:

     وقع خالد بن يزيد بن معاوية يوماً في عبدالله بن الزبير، فأقبل يصفه بالبخل، وزوجته رملة بنت الزبير، أخت عبد الله، جالسة؛ فأطرقت، ولم تتكلم بكلمة.

     فقال لها خالد؛ ما لك لا تتكلمين؟ أَرِضًى بما قلته، أم تنزهاً عن جوابي؟

     فقالت: لا هذا ولا ذاك، ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال، إنما نحن رياحين للشم والضم، فما لنا وللدخول بينكم؟!

     فأعجبه قولها، وقام وقبّل بين عينيها»(8).

     هذه القوة الناعمة غلبت الجبروت الذي ناصر الغيبة، فجاءت هذه الكلمات المضيئة، فبددت الظلمة التي رانت على قلب خالد، وأيقظته من سبات كان فيه، ولقد عادت القوة إلى خالد،فرأى النور الذي شع من كلمات زوجته التي جاء ضياؤها من رافدين العقل والعاطفة، فحاصرا خالدًا من جهتين، ولم تكتف رملة بأن تعتذر عن الدخول بين رجلين، وهي عصفور بين حصانين متطاحنين؛ بل أردفت تصف دور المرأة، فاختارت كلمات صادقة، جاءت بصورة بديعة، لم يملك خالد نفسه من أن يقوم من مجلسه،فيقبل بين عينيها، دليل الاحترام والتقدير والإِعزاز. إن بيتاً فيه مثل هذه المرأة، سوف يجد الشيطان صعوبة في ولوجه.

     إن رملة لم تواقف خالدًا، فتنتصر لأخيْها، ولنفسها، ولم تظهر تكلفاً عزة نفس، ولم تدع قوة غير القوة الحقيقة التي أوصلتها إلى النتيجة الحسنة، التي قصدت إليها؛ ولو كانت حمقاء، لاهتمت بالوسيلة، وتعلقت بالجدل، ولجت في رعونة تسفه رأي زوجها، فإما أن تذكره بما يأتي منه من بخل، وهي أعلم الناس بذلك، أو انبرت تدافع عن أخيها بما ليس فيه، أو بما تجاهله خالد. ثم استيقظت في النهاية على النتيجة المرعبة، وهي أن يشغب قلبه بها، وهو ما حاول معاوية أن يتجنبه بإصرار في القصة التي مرت بنا عنه وعن عبد الله بن عباس، سواءً كانت صحيحة أو مؤلفة.

     ونعود إلى القوة التي تكمن داخل النفس، فإذا نزل توفيق الله على المرء حماه من الاستكانة للعقد النفسية، وجعله يقابل الحقائق المؤلمة بجسارة وشجاعة، وزيادة في إظهار القوة يكون هو أحيانًا الذي يبدأ الحديث عنها، أو يسوق دفة الخطاب إليها.

     وقليل أولئك الذين يتصفون بهذه الصفة، ومن بين هؤلاء خالد بن صفوان، وقد أبدى شجاعة في موقف لا يلام لو لم يبد فيه الشجاعة؛ لأن الأمور التي تتصل بالنساء، وإعجابهن بالرجل، لها قواعد تختلف عن غيرها، ويقبل فيها ما لا يقبل في غيرها، وهذه قصة خالد بن صفوان:

     «قالت امرأة لخالد بن صفوان:

     ما أجملك يا أبا صفوان!

     قال: كيف تقولين ذلك، وليس لي عمود الجمال ولا رداؤه، ولا برنسه؟! أما عمود الجمال فالقوام والاعتدال، وأنا قصير، وأما رداؤه، فالبياض ولست بأبيض، وأما برنسه فسواد الشعر وجعودته، وأنا أصلع؛ ولو قلت: ما أملحك! لصدقت»(9).

     كان خالد بن صفوان صادقًا مع نفسه، ويريد من الآخرين أن يكونوا صادقين معه وعنه، وما قالته المرأة يدغدغ عاطفة كثيرين ممن هم في مثل عدم جمال خالد، إلا أن خالد نسيج وحده، أبى أن يخدع ودل المرأة على الصحة في وصفه، إذ أن الملاحة ليس لها قواعد كما للجمال، ولكنها أمر يتعلق بالروح، ولعل روحه كانت خفيفة، تأتي منها الملاحة.

     ولا أظنك أيها القارئ إلا تعجب بالمرأة العاقل، ولهذا حرصت أن يكون لها نصيب وافٍ فيما نقوله عن القوة، خاصة وأن المرأة قد لا يتطلع منها إلى قوة الجسد، فيما عدا الصحة والعافية، لا العضلات المفتولة، ولا الجسم الضخم، أما قوة العقل، وقوة الرأي فلا يختص به أحد عن أحد، هو زينة من كان فيه.

     وهنا قصة لامرأة عاقل، تصرفت بحكمة، وسارت في خط مغاير لما عرف عن المرأة، فالغيرة عند المرأة نار تضطرم بسرعة، وتتأجج فتأتي على ما حولها، ولا أشد من غيرة المرأة من المرأة؛ لأنها تعتبرها عدوًا لدودًا، إذا اقتحم حصن الزوجية، فقد لا يخرج بسهولة، وقد لا يخرج أبدًا، بل تخرج صاحبة البيت، ويتربع العدو على عرش قلب الرجل فيه.

     ولكن حفصة بنت سيرين كانت من طينة زكية، وعنصر فاخر، لم تسمح للغيرة أن تفتح نافذة إلى قلبها، ولم تسمح لنار الغيرة أن تَتَّقِد، وتصرفت تصرفاً حُمِد منها، وحمدت هي نتائجه، والقصة كما يلي:

     أرادت حفصة بنت سيرين، أخت محمد بن سيرين، أن تدخل إلى بيتها (غرفتها)، فإذا زوجها مع جارية له على فراشها، فأغلقت عليهما الباب، وانصرفت.

     فلما كان بعد أيام ضرب الجارية، فقالت له:

     أتضرب العروس؟!

     فضحك، وقال:

     قد علمت أنك قد عرفت، والجارية لك»(10).

     الصبر عاقبته حميدة، والعقل نور مشع لا يأتي منه إلا ما يبهج، ويسعد، ومن زرع الفعل، في تربة العقل جنى الربح والفائدة، وقد لا نتصور مدى نجاح هذه السيدة العاقل، حتى وإن جاءت النتيجة ناجحة كما رأينا، إلا إذا تصورنا الضرر الذي كان يمكن أن يحدث لو تغلبت الغيرة، واستبد الحقد، فقد تكون الضحية هي الزوجة، ويخلو الجو للمعتدية، ويقع الزوج في تعاسة مع زوجة لم يمر على محبة سيدها لها إلا أيام، حتى استوجبت أن تضرب.

     هذه ضروب من القوة رأيناها بشُعَبِها المختلفة، وتتبعناها في بعض القصص في التراث، وهي قليل من كثير لا يحصى، ويكاد كل موقف لا يخلو من مصدر قوة فيه، أو مصدر ضعف، أوهما معًا. وما علينا إلا أن نرصد ذلك، ونتتبعه، سنجد صحته ذلك وصدقه.

*  *  *

الهوامش:

ربيع الأبرار: 1/712.

ربيع الأبرار: 1/856.

ربيع الأبرار: 1/745.

ربيع الأبرار: 1/732.

ربيع الأبرار: 1/731.

البصائر: 2/78.

ربيع الأبرار: 1/729.

تحفة العروس: 21.

تحفة العروس: 172.

تحفة العروس: 251.

 

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ذوالقعدة 1434 هـ = سبتمبر – أكتوبر 2013م ، العدد : 11 ، السنة : 37